ترجمات
الحرب واليسار: تأملات حول تاريخ متقلّب
في حين بحثت العلوم السياسية عن الدوافع الايدولوجية والسياسية والاقتصادية وحتى النفسية الباعثة على الحرب، قدمت النظرية الاشتراكية إحدى أهم إسهاماتها المقنعة من خلال تسليط الضوء على العلاقة بين تطور الرأسمالية وانتشار الحروب.
ترجمة: نادية المطيري - مراجعة: أنهار الشيمي
الحرب واليسار[1]:
تأملات حول تاريخ متقلّب
الأسباب الاقتصادية للحرب:
في حين بحثت العلوم السياسية عن الدوافع الايدولوجية والسياسية والاقتصادية وحتى النفسية الباعثة على الحرب، قدمت النظرية الاشتراكية إحدى أهم إسهاماتها المقنعة من خلال تسليط الضوء على العلاقة بين تطور الرأسمالية وانتشار الحروب.
في نقاشات الأممية الأولى (1868-1872) صاغ سيزر دي بايب أحد أهم قادتها ما بات يعرف لاحقاً بالموقف الكلاسيكي لحركة العمال تجاه هذه المسألة: الحرب مسألة حتمية في ظل نظام الإنتاج الرأسمالي. في المجتمع المعاصر، لا تندلع الحروب جراء طموحات الملوك أو الافراد الاخرين بل بسبب النموذج الاجتماعي والاقتصادي المهيمن. بيّنت الحركة الاشتراكية أي جزء من الشعب يعاني بشدة من التبعات المريعة للحرب. وفي مؤتمر الأممية المقام عام 1868م تبنى النواب اقتراحاً يدعو العمال للمضي قدماً نحو «الإلغاء النهائي لكل الحروب»[2]، حيث أنهم من يتكبد الخسائر-الاقتصادية أو البشرية- سواء كانوا من بين المنتصرين أو المهزومين، فقرارات طبقتهم الحاكمة وحكوماتهم تمثلّهم. ولعل الدرس المستفاد من حركة العمال بالإيمان أن أي حرب لا بد أن تعتبر حرباً أهلية وهي صدام شرس بين العمال، تحرمهم من الوسائل الضرورية للعيش. فكان لا بد أن يتصرفوا بحزم ضد أي حرب من خلال مقاومة التجنيد الإجباري والإضراب. لذا أصبحت الأممية نقطة جوهرية لمجتمع المستقبل الذي بنهاية الرأسمالية والعداء بين الدول البرجوازية في السوق العالمي سيقضي على الأسباب الكامنة وراء الحرب.
لقراءة الورقة:
رابط التحميل
[2] من قرارات مؤتمر بروكسل (1868) «مؤسساتنا الاجتماعية بالإضافة إلى مركزية السلطة السياسية هي سبب دائم للحرب، ولا يمكن إزالتها إلا من خلال إصلاح اجتماعي شامل». نص قدمته الرابطة الدولية للعمال إلى مؤتمر السلام في جنيف، المنعقد في سبتمبر 1867، لما يلي: «لوضع حد للحرب، لا يكفي التخلص من الجيوش، ولكن من الضروري أيضًا تغيير التنظيم الاجتماعي في اتجاه توزيع أكثر إنصافًا للإنتاج».